أعلنت الشركة الفرنسية “أريان سبيس” أن القمر الاصطناعي “محمد السادس ب” سيتم إطلاقه يوم الثلاثاء 20 نونبر الجاري من محطة غيانا الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية التابعة للسيادة الفرنسية.

وجاء في بيان رسمي للشركة أن القمر الصناعي الجديد الذي يحمل اسم “MOHAMMED VI – B” مُخصص لمراقبة تراب المملكة المغربية، وسيكون الإطلاق التاسع لمحطة “غيانا” خلال السنة الجارية.

وتتواصل المخاوف الإسبانية من التحركات الفضائية لـ”المغرب”، بخصوص إطلاقه للقمر الصناعي “محمد السادس–ب” يوم الثلاثاء القادم؛ وبرغم ما قاله ممثّل المغرب بالأمم المتحدة “عمر هلال”، من تصريح تخصُّ قمر “محمد السادس-أ” ومجال مراقبته للتّحركات التي تقتصرُ عبى “البوليساريو” فقط، إلا أن الصحافة الإسبانية تستمر في مناقشتها لمطامح “المغرب”، حي ربطت أغلبها ذلك؛ بقضايا من قبيل الإتجار بالبشر وبتحرّكات بشارها “المغرب” منذ سنة 2012 تهمُّ ريادة الفضاء.

ورغم تدخل الحكومة لإنهاء الجدل الذي صاحب إطلاق القمر الأول واعتبار الأمر غير مقلق بالنسبة للجيران، فالنسخة الثانية بدورها أعادت مخاوف الإسبان، خصوصا أمام التقنيات العالية التي يتوفر عليها القمران التي ستمكنهما من التقاط ما يقارب 500 صورة متفرقة للمجال خلال اليوم الواحد، وكذلك بسبب الشراكة التي بدأت تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأقمار الصناعية واستخدامها في قضايا الهجرة.

من خلال ذات السّياق، كشف “كريم عايش”، عضو مركز الرباط للدراسات الاستراتيجية، بأنّ “إطلاق القمر الصناعي “محمد السادس-ب”، ينخرط ضمن الاستراتيجية الوطنية للتوفر على وسائل تكنولوجية حديثة مصممة مغربيا ومستغلة على أرض الوطن من طرف كفاءات مغربية تتخذ قرب مطار الرباط سلا مقرا”، مُبرزاً أنّ القمر الحالي هو الثاني، الذي سيطلقه المغرب في هذه العشرية الأخيرة، ليتبوأ بذلك المكانة الثالثة بعد “مصر” و”جنوب إفريقيا” من حيث الدول التي تمتلك قمرين صناعيين أو أكثر.

واستطرد “عايش”، قائلاً في أحد تصريحاته، أن “هذه المنظومة أثارت خوف وهلع جيران المغرب على اعتبار التقنيات عالية الدقة المجهز بها هذا القمر الصناعي الأخير المزمع إطلاقه يوم الأربعاء القادم؛ إذ إن هاجس التجسس ورصد التحركات العسكرية والاتصالات يخيم على قلق هذه البلدان، في حين إن المغرب لا يسلك هذا المنحى ولا يميل إلى السباق العسكري والاستخباراتي في المنطقة بقدر ما يحبذ استخدام التكنولوجيا الحديثة في التحديد الدقيق للخرائط والمسح الطبغرافي”.

وأردف المتحدث أن “وزارة الداخلية سبق واستفادت من صور فضائية لتحديد الزحف العمراني وتطور أحياء الصفيح، كما سيساعد هذا القمر في الوقاية من الكوارث الطبيعية وتتبع الحالة البيئية وزحف التصحر، التي تعتبر الشغل الشاغل للمغرب منذ الثمانينات، لما للتصحر من آثار سلبية على الاقتصاد والفلاحة، إضافة إلى تسارع التغيرات المناخية وتكاثر الفيضانات والحالات المناخية الاستثنائية، وسيقوم القمر الصناعي بتعزيز المراقبة المغربية على الحدود درءً لتهديدات البوليساريو والجماعات الإرهابية”.

وأكمل الباحث في جامعة محمد الخامس بأن “مصالح المغرب الاستخباراتية رصدت تنصيب منصات صواريخ وقواعد متحركة للبوليساريو في المناطق المتاخمة للحزام الأمني، وما قد يشكله ذلك من عناصر أولية لخلق بؤر تجمع إرهابية قد يفقد البوليساريو السيطرة عليها إذا ما تناحرت الجماعات المسلحة فيما بينها جنوب الجزائر وتغيرت المعطيات الجيوستراتيجية بالساحل وما يشكله ذلك من تهديد مباشر للتراب المغربي، وهو ما وجب التنبه له ورصده بدقة”.

وسيكون هذا القمر الصناعي هو الثاني من نوعه ضمن برنامج “محمد السادس أ وب”، بعدما جرى إطلاق الأول في السابع من نونبر من العام الماضي.

وتتمثل مُهمة هذا القمر الصناعي أساساً في رسم الخرائط وأنشطة المسح الخرائطي لخدمة أهداف التنمية والرصد الفلاحي والوقاية من الكوارث الطبيعية وتدبيرها، إضافة إلى رصد التغيرات البيئية والتصحر.

ويسعى المغرب من خلال هذا التوجه إلى تطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة عالية الجودة لفائدة المراقبة الخرائطية، عوض اللجوء فقط إلى التصوير الجوي أو طلب صور من لدن موردين على المستوى الدولي؛ ما يعني أن القمرين سيعززان استقلالية المملكة في هذا المجال.