إمبارطورية الحليب في السوق المغربي “سنطرال دانون”  تحتسر من مبيعاتها يوماً بعد الآخر،  ومع توالي  الضربات التي توجهها حملة المقاطعة الشعبية توالياً، بدأت خيوط جديدة تتكشف منها المتعلق بشبهة  استخدام الحليب المعد من مزيج الحليب المجفف المستوردة لتلبية الطلب المرتفع للمستهلكين من الحليب الطازج.

ممارسات غير القانونية لا تجد إلى الآن متابعة من الجهات المكلفة بحماية المستهلك و مراقبة المنتجات الغذائية، ولكن نسب المقاطعة العالية من شأنها أن تنذر بالخطر وفقا لتحليل البيانات الذي أعدته الصحيفة المتخصصة في المعلومات الإقتصادية “Medias24”.

فماذا إن لم تستطع “سنطرال” الصمود أمام انهيار مبيعاتها الحاد، دراسة سرية أنجزت من قبل مختبر “Kantar” يوردها المصدر ذاته، و تتحدث عن خسارئر كبيرة من نسب التوزيع في السوق، قد تتجاوز خلال يوليو الحالي 46.7٪ مقارنة بـ18.3٪ مسجلة في أبريل حين انطلقت المقاطعة.

في مقابل ذلك قفزت مبيعات “جودة” التي تنجها “COPAG” التعاونية المستقرة بـ”تارودانت”، من 24.1٪ ، إلى 33٪ قبل أن تبلغ ذروة الارتفاع بنسبة 38.4٪ حاليا،  التغيير المفاجئ الذي حدث في الأسبوع الأول من ماي، كما يشير المحترفون إلى أن منتج “جودة” اكتسب أيضًا حصصًا في السوق ما بيين 20 إلى 30٪.

ومند انهيار مبيعات منافستها “سنطرال” المستهدفة من قبل حملة المقاطعة الشعبية، ووفقاً للمتخصصين استحوذت “جودة” على تلك الأرقام التي تفوق قدرات الإنتاج في “Copag”، “سنطرال” التي تنتج سنوياً 1.4 مليار لتر من الحليب الذي يتم جمعه سنوياً ، تحتويها دارات تختمر سنوياً 650 مليون لتر من الحليب و مشتقاته، فيما لا تستطيع  ” Copag” إنتاج ما يتعدى 200 مليون لتر في  الأوقات العادية.

و على الرغم من أن شركات الحليب تستخدم أحياناً لتكملة الحليب الطازج معدلات هامشية من الحليب المجفف يجب أن لا تتجاوز  حوالي 10٪، مع الحليب الحليب المعقم و المعجنات الصناعية، إلا أن استيراد هذه المادة الصناعية شهد ارتفاعاً  مهولاً مع أكثر من 20 ألف طن ، أي ضعف ما كان عليه سنة 2015.

هل تسقينا الشركات حليباً مغشوشاً؟ سؤال يجب على الجهات المختصة بتتبع و سلامة المنتجات الغذائية أن تجيبنا عليه، فيما يبقى التنبؤ بمدى مناعة أي بديل آخر لتغطية احتياجات السوق المغربي أمراً صعب التوقع.